عندما كنت في منتصف الصف الخامس، انتقل إلى مدرستنا طالب جديد، و قد انتقل بالتحديد إلى صفي، كان اسمه (جين هوشيدا) و كان من أمريكيا في الأصل، لكنه كان يعيش مع والدته و زوجها في آسيا حسبما سمعت.


و لأنه كان أجنبيًا ، كان الجميع متحمسًا للغاية للتحدث معه، و كنت كذلك أيضاً بعض الشيء.


في اليوم الذي وصل فيه و دخل الصف نظر الجميع إليه عندما جلس في مقعده حتى طلب منهم المعلم الإنتباه، كان يبدو حزيناً و غاضباً في نفس الوقت عندما نظرت إليه، و عند نهاية الحصة إجتمع الجميع حوله و بدؤوا في سؤاله حول حياته في آسيا و لماذا عاد إلى أمريكا، لكنه كان يتجنبهم و يخبرهم أن يتركوه و شأنه.


لكن أثناء خروجه الصف، سار في إتجاهي بينما كنت جالسة و بدى على ملامحه الغموض، ثم إستدار إلي و توجه نحوي و بدأ يتمعن فيّ، ثم سألني " أنت، ما إسمك؟".


"(يوكينا) ، لماذا أهناك خطب ما؟ " أجبت بإستغراب.


لكنه بدأ يقترب مني و يشتم رائحتي بطريقة غريبة ثم قال: "هل لديك كلب أو جرو ما؟"


"لا ، و ما علاقة هذا السؤال الغريب بي؟ " قلت.


أجاب على الفور: "لأنك لدية رائحة غريبة تشبه رائحة الكلاب، و ملابسك فيها بعض بقايا الفرو، كما لو كنتي-"


نهضت من مكاني قبل أن يكمل عبارته و قلت بذعر: "أعذرني، أنا فقط بحاجة للذهاب ... إلى الحمام! ".


خرجت من الصف ناكسةً رأسي بسرعة، كنت أمشي إلى الحمام بكل إحباط، عندما وصلت إليه فتحت الحنفية و غسلت وجهي ثم بدأت بالنظر إلى نفسي في المرآة، كنت أعرف لماذا سألني عن هذا ، كان ذلك لأنني كنت نصف ذئب و لم أتمكن من التخلص من رائحة الذئاب الطبيعية.


بدأت أقول في نفسي بكل ألم :"كنت أعرف أن هذا سيحصل في مرحلة ما... و لكن... لكن هذا ليس عادلاً! ".


لأنني عهدا نفسي مرة أن لا أحول مجدداً و لمدة عامين كنت لم أتحول أبدًا إلى ذئب، حتى نسيت أنني كنت ذئباً أيضاً ، لكن تلك الرائحة كانت بمثابة تذكير قاتم كان يلاحقني طوال الوقت ليذكرنني بحقيقتي، أنني مسخ مخيف، إنها كاللعنة لا تزول حتى تموت و ترحل معك حتى تتعفن في قبرك، أو مثل السرطان المزمن الذي يأكل كل خلية من جسمك بينما أنت تتألم و تتألم و لا تستطيع فعل شيء لإيقافه.


بعد مدة عدت إلى الفصل دون أن أنبس ببنت شفة و قد عكّر العبوس ملامحي، و جلست بعيدًا عن (جين) أيضًا.


عندما دق جرس الإستراحة خرجت بسرعة و ذهبت إلى طاولة منفردة في الكافتيريا بعيداً عن باقي الطلاب، لكنه تبعني و بقيّ يزعجني حتى يسألني شيئا، لكنني تجاهلته و ذهبت إلى الحمام لكي أتجنبه.


في نهاية الدوام كنت في مهمة تنظيف للصف لذلك حاول أن يسألني مرة أخرى بينما كنت أكنس، لكنني حاولت أتجنب أي تواصل معه، لذلك هربت منه عن طريق الركض نزولاً على الدرج متجهةً نحو الباحة الخلفية حيث لا أحد هناك ، و بهذه النقطة شعرت بالضيق الشديد و كنت أحاول كبح نفسي حتى لا أتحول.


بقيت أردد سحر الحظ: "سأكون فتاة صغيرة على طول الطريق إلى المنزل".


لكنه تبعني و نادى عليّ: "مهلاً (يوكينا) ،انتظري!".


ظللت أحاول الركض و الابتعاد عنه و كنت أشعر بالضيق أكثر ، فكررت سحر الحظ مراراً و تكراراً، السعيد، و لكنه حاصرني في الزاوية و قال: "(يوكينا) فقط اسمحي لي أن أسألك شيئاً واحداً فقط!".


لقد دفعته بعيداً و صرخت: "ابتعد عني!".


ابتعدت عنه و لكنه أمسك معصمي و قال: "(يوكينا) ،ما خطبك، هيا أخبريني! ".


لم أستطع الابتعاد منه أكثر من ذلك و لم أستطع التحمل أكثر، لذلك فقدت صوابي للحظة و تحولت يداي بدون علمي بينما لا أعلم إذا لاحظها (جين) ، و بضربة سريعة واحدة من يدي التي التي خرجت منها مخالبي، خدشت أذنه اليسرى محدثةً جرحاً عميقاً، و رأيت الدم يبدأ بالسيلان منها.


أفلت معصمي فتراجعت مذعورة للخلف، و وضع يده بأذنه ثم نظر إليها و رآها ممتلأةً بالدم، بعدها فقد توازنه للحظات ثم أغميّ عليه بينما تسمرت خائفةً في مكاني.


2021/01/13 · 157 مشاهدة · 629 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024